top of page
  • KYNUNAH

روبرت ويلسون والتطهير النفسي‮ ‬البصري بالمسرح ‬

ماذا يمكن أن يفعل خيال ويلسون

بأضواء ذكية.. ومساحة قديمة فارغة..في مصنع غواصات سوفيتي قديم

وكيف يعاد شكسبير إلى الحياة بطريقة روبرت ويلسون


بقلم ضياء يوسف - خاص كينونة

الترجمة - خاص كينونة



إلى أن قدم المبدع الأمريكي روبرت ويلسون مسرحيته المنتمية لمسرح الرؤى في نهاية الستينيات كان المسرح محكوماً بالكلمة المكتوبة، مسيطر عليه من قبل الخطاب السياسي والاجتماعي على المسرح. لذلك انتماء مسرح ويلسون إلى الصورة بشكل من أشكاله كان عملية تحرر كبرى للمسرح من أسار.

روبرت ويلسون اشتهر دوليًا بتخطيه حدود كل تخصص يعمل فيه، بما في ذلك تصميم الرقصات والرسم والنحت وفن الفيديو وتصميم الصوت وكتابة الشعر. تعاون مع كبار الفنانين والكتاب والموسيقيين وفناني الآداء مثل فيليب جلاس ومارينا أبراموفيتش وويليم دافو وليدي غاغا. قام ويلسون بإخراج وتصميم أوبرا تياترو لا سكالا في ميلانو ؛ أوبرا متروبوليتان، في نيويورك ؛ وبولشوي في موسكو، كفنان معاصر تجد أعماله في المجموعات الدائمة لمتحف المتروبوليتان للفنون ، في متحف الفن الحديث موما، وفي متحف ويتني للفن الأمريكي، في معهد شيكاغو للفنون؛ وفي مركز جورج بومبيدو، في باريس، على سبيل المثال لا الحصر. من بين الجوائز العديدة التي حصل عليها ، حصل على جائزة الأسد الذهبي المرموقة للنحت في بينالي البندقية.

ينبع إلهام ويلسون من "العالم المكتبة" كما يسميه يقول: "يمكن أن يأتي الإلهام من أي مكان وأي شيء. يمكن أن يأتي من حلم حلمت به في منتصف الليل. يمكن أن يأتي من النظر إلى الصفحة الأولى لإحدى الصحف في الصباح. يمكن أن يأتي من النظر من النافذة. شيء ما يقوله أحدهم "العالم مكتبة".

ويلسون بتحريره المسرح من قبضة الخطابات السياسية والاجتماعية، تحررت الصورة من إطار الفنان/ المعرض التشكيلي إلى أن تكون الخيال، ومن نفعيتها إلى فضاء من الإشارات السحرية الملهمة، ومن انفصال تخصصاتها إلى فضاء من اندماج الوسائط فائقة التأثير. كما قام بتحرير مدهش لفضاء الشعر من سيطرة المفردات ووسائل تجزيء المعنى.

مسرح ويلسون يعتمد بشكل أساسي على إعمال وظائف النصف الأيمن من المخ المرتبط بالاستكشاف. ‬يستمد وجوده من اللاشعور وعالم الطفولة والأحلام والأساطير‮. من هذا أتت مطالبة ويلسون المشهورة بأن ‬:" نفكر بعيوننا " . الفكرة المرئية‮ لدى ويلسون‬،‮ ‬أسست للتأثير المعتمد كليا على ‬الحرفية الساحرة لجذب اإحساس من خلال العين، العملية التي‮ ‬ينطبق عليها وصف "التطهير النفسي‮ ‬البصري..بالمسرح" ‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

يستخدم ويلسون تكنولوجيا رائدة ومؤثرات مسرحية توهم بأماكن خرافية، أماكن شاسعة تعطي للحركة وللأحجام المبالغة العناصر، مظاهر مهيبة لاتنسى. كذلك‮ ‬يشجع مسرح ويلسون الحركة البطيئة والتي تتطلب مستوى متقدما من اللياقة البدنية وذلك للحث على التركيز وخلق أبعاد فنتازية للعرض تتماشى كلياً مع تصميم الصوت الفائق.‬ لتبرير هذه الحركة شبه الساكنة والمدروسة بعناية شديدة، في إجابة رائعة يقول ويلسون في إحدى لقاءاته :

الموسيقى العظيمة تحتاج معها إلى أن تغمض عينيك وتنصت، لأجل ذلك أحتاج الكثير من السكون والبطء .التحدي الخاص بي هو: هل يمكنني أن أقدم شيئا يساعد على الانصات.. أفضل من أن تكون عينيك مغلقتين !؟.



كعادة شكسبير يقدم عبر سوناتاته شخصيات غامضة: "الشاب" ، "السيدة السوداء" ، "الشاعر المنافس" - قام روبرت ويلسون بإعادة إحياء سوناتات شكسبيرعلى خشبة المسرح، بما في ذلك شكسبير نفسه ، الذي لعبت دوره الممثلة المبدعة كيلر البالغة من العمر 86 عامًا. في رحلة الحلم هذه عبر الكون المسرحي لويلسون، تم الاعتماد على ممثلين من فرقة برلين، يروون أو يتحدثون أو يغنون قصائد شكسبير في لوحات منمقة. يقدم الموسيقى روفوس وينرايت، أحد مؤلفي الأغاني الأكثر حيوية في نيويورك وبرلين. عبر مجموعة متنوعة من الأساليب الموسيقية، من موسيقى البوب ​​في الثمانينيات إلى كورت ويل. الممثلون: إنجي كيلر يورغن هولتز كريستوفر نيل من ألمانيا، قدم هذا العمل عام 2009 وهذه اللوحة المختارة للعرض ادناه هي للسونيت رقم 66، والترجمة خاصة ليكينونة التي، تقول كلمات السونيت 66:

تعبت من كل شيء, أنادي باكياً راحة الموت

للخلاص من رؤية من يستحق

يولد ليكون متسولاً

ومن لايستحقون شيئاً يسربلون بالترف

وأرى الإيمان الصادق بتعاسةٍ يحلف كذباً

و الشرف الذهبي وهو يوضع في غير أهله

والفضيلة العذراء يتم التعامل معها كالعهر

و كيف يلحق العار ظلماً بالكمال

والقوة تحول إلى عرج

والفن مكمم من قبل السلطة

و حصول الحمقى على درجات علمية و قهرهم لأصحاب المعرفة الحقيقية

و إساءة تسمية الحقيقة البسيطة بأنها ” سذاجة”.

و أن أصبح الخير أسيراً في قبضة الشر الكبير

تعبت من كل هذا و أريد الخلاص منه

سوى أنني أخشى إن مت، أن أترك حبي وحيداً …


اللوحات ادناه للسونيت 40 و 143 و 102 ترجمة كينونة - تقول كلماتها:


سونيت 40

خذ كل أشيائي التي أحبها, خذ حبي, خذ كل شيء

فما الذي ستأخذه أكثر مما أخذته من قبل؟

فلم يبقى لدي بعد أن أعطيتك كل حبي ما تدعوه أنت بالحب الحقيقي

لقد كان كل ماهو لي لك, قبل أن تطلب المزيد

و إذا كنت تريد حبي الزائف

لا أستطيع أن ألومك، و لكنني سألومك إذا خدعت نفسك و ساقك عنادك إلى إتيان ما تأباه نفسك

إني أسامحك على سرقتك أيها اللص اللطيف

مع أنك تسرق لنفسك كل فقري

مع أنك يا حبي تعلم علم اليقين

بأن تحمل ظلم المحب المستتر هو أشد مرارةً و أصعب احتمالاً من أذى كراهية الحاقد المعروف.

أيها الشهواني المهذب, الذي تختزل فيه كل النوايا الماكرة

أقتلني من المكر, و لكننا لا ينبغي أن نكون أعداءً أبداً.

سونيت 102

ازداد حبي قوةً , مع أنه يبدوا أكثر ضعفاً

فحبي لم يصبح أقل مع أنه ظاهرياً يبدو بأنه أقل

الإعلان عن الحب و نشره في الأحناء يكون سلعة قليلة القيمة

لما كان حبنا جديداً وكان عنده في ربيعه

اعتدت أن أعلن عن حبي و أتغنى به كالعندليب في الربيع

حتى إذا جاء الصيف و موسم نضج الأيام توقف العندليب عن الغناء

لا لأن الصيف أصبح أقل جمالاً من الربيع حيث كانت الأغاني الحزينة تلطف الليالي

و لكن لأن الألحان في الصيف تثقل الأغصان

لأن الشيء الحلوة بالتكرار تفقد متعتها

ولذلك, أنا مثل العندليب, أمسك لساني عن الغناء

حتى لا تمل أغنياتي

سونيت 143

مثلما تطارد ربة منزلٍ حريصة طير من طيورها الداجنة

تضع طفلها الرضيع على الأرض

لتجري بأقصى سرعتها في مطاردة الطائر الذي تتمنى أن يبقى

بينما طفلها المهمل يلحق بها

و يصرخ باكياً, بينما هي منشغلة عنه

كذلك أنت منشغلة بمطاردة ضحاياك الهاربين

بينما أنا طفلك الذي يجري ورائك من بعيد

آملاً في أنك إذا أمسكت بالشيء الذي تريدين

فإنك ستلتفتين إلي

العبي دور الأم و قبليني وكوني رؤوما علي

أصلي لتنالي مبتغاك

مادام هذا سيجعلك تلتفتين

وتهدئين من نحيبي

المسرحية كاملة على الفيديو التالي:








عبر عمله (آلام آدم) صنع ويلسون عالماً روحياً مرمزا بالكامل دون حاجة للإشارة إلى الواقع بأي شكل. يخرج ويلسون فكرته عن الآلام الداخلية التي تزامنت مع وجود الإنسان في الحياة. هناك هيبة لمشهد طاقة الحياة وهي تنبثق في مشهديته وبصوره الرمزية التي يمثل من خلالها الشاعرية الداخلية للإنسان بحركتها وأبعادها المذهلة.

في بيئة مفتوحة لمصنع غواصات سوفيتية سابق، ابتكر عالماً مرئيا من روح الشعر..من خلاله تمكن الملحن والموسيقي الأستوني ظىر هوبارت أن يقدم موسيقاه الغامضة والتأملية بكل غناها. في هذا العمل تم تقديم ثلاثة من أعمال بارت الرئيسية - رثاء آدم، تابولا راسا، ومسيربري، بالإضافة إلى سيكنتيا، وهو عمل جديد مكرس لروبرت ويلسون وتم تأليفه خصيصاً لهذا الانتاج - تم جمع هذه القطع الموسيقية البديعة معاً باستخدام الضوء والمساحة والحركة لإنشاء لوحة زرقاء منسوجة بإحكام.

يذكرنا هذا العمل بالكلمات السابقة لويلسون عن تعمده الحركة البطيئة في أعماله :

« الموسيقى العظيمة تحتاج معها إلى أن تغمض عينيك وتنصت، لأجل ذلك أحتاج الكثير من السكون والبطء ، التحدي الخاص بي هو: هل يمكنني أن أقدم شيئا يساعد على الانصات.. أفضل من أن تكون عينيك مغلقتين؟»

نقدم لكم هنا مقطعاً من العمل وفي الفيديو الآخر المسرحية كاملة.


لمشاهدة المسرحية كاملة:



bottom of page