top of page
  • ضياء يوسف

جاكس وفن تربية الفضول

في جاكس

الفضول عضلة

استخدمها.. أو افقدها !


ضياء يوسف - خاص كينـــونة





قبل أربعة أشهر من الآن كانت لدينا رؤية لمبادرة جاكس بصفتها نوع من مساعدة ورعاية المبدعين للصعود إلى آفاق جديدة واكتساب الثقة والتكريس والثبات لابداعاتهم. ولم يكن وارداً أبداً كم ستنمي جاكس في وقت قياسي من العادات عميقة الجذور لتغذية المحرك الداخلي لميل مجتمعنا إلى الفن. مافعلته جاكس من تحفيز و جذب لن ينتج عنه أقل من (تحول جذري) في علاقة المجتمع بالفن، نحن بأمس الحاجة إليه.

في بضعة أشهر ما يمكن أن يحدث كدعم للفن في دول، حدث في حي إبداعي واحد!.. في جاكس سبعة فعاليات كبرى وعشرات الفعاليات في أربعة أشهر. حدث فيها ( سمبوزيوم طويق للنحت، معرض بينالسور الدولي، مؤتمر الموسيقى XP - مدل بيست، ملتقى الفنون والموضة «هي هَبْ»، و"بينالي الدرعية في دورته الأولى" بالعشرات من فعالياته وندواته وورشه المصاحبة، والمهرجان السعودي للتصميم بمنصاته وندواته وورش عمله ) هذا دون حساب الفعاليات في الستديوهات الفنية الخاصة، ففي سدرة مثلاً تم تقديم ورش موسيقية شعرية تجريبية وثلاثة فعاليات مسرحية وثلاثة ورش كتابة وورشة عمل سينمائية ومعرض (إعادة التعريف)- كلها في إطار افتتاح تجريبي لم يُرسم بعد.

كل شيء في جاكس يجري بسرعة هائلة.. فمن حيث تربي جاكس الفضول لدى المجتمع تجاه الفن، تجعل هذا الفضول مستمراً متعاقباً بتعاقب الفعاليات الكثيرة التي لاتتوقف.. وكأن الفضول عضلة إما أن تستخدمها أو سيفوت الوقت وتفقدها.

في أربعة أشهر أثبتت جاكس انها مكان جدير بالدراسة والبحث فهي بعد لم تنتهي وفي طور البناء ورغم ذلك استقبلت أنواعا مختلفة من الجماهير بكثافات متباينة تستحق الدراسة والتساؤل: (مالذي ياترى يجعل فعالية فنية أكثراستقطاباً من الأخرى؟ ) في مجتمع إبداعي ناشيء تتحدانا الأسئلة عن الموضوعات والأعمار والفضاءات التعاونية الواعدة التي وحتى الآن نجحت جاكس من خلالها في تحويل وجهات نظرنا نحو الأفكار الإبداعية والفكرية والتواصل والابتكار. وجعلتنا أكثر أملاً بأن تقاطع المجتمع مع الفن سيخلق نوعاً من الدافع الذي لا يمكن كبته لخلق حراك فني وإبداعي أصيل وأرضية لاكتشاف المواهب تكون سبباً في تبني المئات من الفنانين الجدد الذين سيمثلون قلب الإبداع السعودي الجديد.



كمستفيدين من جاكس، (ستوديو سدرة) منذ انتقاله يستكشف بصورة عملية مراحل تطوره كمجتمع، ومواطن تأكيده لصفات الإبداع الأصيلة. في الحقيقة لم يكن طريقاً مرصوفاً بالورود، ولم يكن التقدير حاضراً في كل لحظة.. إنما كانت التجربة جميلة.. جمال العمل، وقوة الهدف، والتعاون. نحن مليئون بالتواضع والامتنان لمشاركتنا في ذلك. كانت الأربعة أشهر الماضية هي الأسعد في حياة سدرة. لقد تمكنا، لأول مرة منذ انتقالنا، من التركيز بشكل كامل على هدفنا الرئيسي، مع تحرر عظيم من تبعات تأسيس المكان. لقد كانت نهضة بالنسبة لنا - إعادة تأهيل المرافق لاستيعاب التعاونات مع المجتمعات الإبداعية والفنانين ومنتجي الثقافة. من أجل خدمة طاقة الإبداع، وعاطفتنا جهة الحقيقة، والدمج المذهل بين تجربة التعلم وممارسة الفن وتذوق الحياة.

من الملهم التأمل في كيفية تأثير تجزيئ المكان على تجربتنا الخاصة في الانتماء للفن وتحويل سدرة إلى العالم الذي تطمح إليه (عالم الفن القابل للمشاركة)!. توافد إلينا الناس من مختلف الشرائح، من خلال هذا التوافد تم شحن مفهوم الانتماء إلى الفن فينا وغير تصوراتنا عن الفضاء - العام والخاص للثقافة-. فعندما نكون في قلب جاكس ونطل على واديها ببساطة ، ينبثق السؤال الكوني: هل اكتشاف أثر استقبال الناس وتفاعلهم عن كثب، سيزيل ضباب معنى الفن للعالم.. كما يحدث لنا الآن؟ وميض هذا الأمل يبطئ كل التصورات الأخرى. إنه يذكرنا ببساطة بالحياة المليئة بالألفة التي يبدو أنها تأخذنا بالقرب من بدايات المكان والزمان لهذا العالم المشبع بالفن المدعو جاكس.

هذا المقال لتقديم الشكر المتواضع لرؤية وزارة الثقافة وهي تتجلى في عالمنا وتمثل لنا حافزاً وتحدياً يحشد أملنا لنحقق المستحيل بروح عظيمة. فنحن بسببها في لحظة مجيدة من الزمن، أمام منطقة من بلادنا تمثل كنزًا لا يقدر بثمن من الإلهام،

جاكس تجسد جوهر متألق واحد من مجموع إبداع الكثير من القلوب والعقول والأرواح، ببلاغة واهتمام لا يمكن معه لحب الفن إلا أن يزدهر.





bottom of page